التكنولوجيا هي ما يلقنه الإبن لأبيه – ميشيل سير
ترجمة لمقتطف من حوار، كانت قد أجرته جريدة العلم الفرنسية، مع الفيلسوف الفرنسي المعاصر ميشيل سير، سنة 2001
ما أعرفه هو أن العين التي تكونت في عصر لوسي (لوسي هي مستحاثة لهيكل عظمي هي لأنثى أوسترالوبيثيكوس أفارينيسيس عاشت قبل 3,2 مليون سنة) أصبحت قادرة على قيادة طائرة نفاثة. كيف لعين هي من الزاوية الداروينية وجدت لتمشي في غابة أن تصلح لقيادة سيارة تشتغل فقط بصور تمر على شاشة ؟ لقد انتقلنا في غضون خمسين سنة فقط من المشي على الأقدام أو على الخيل لسياقة السيارة، بالرغم من أننا لا نستعمل إلا 20 حتى 25 في المئة من دماغنا. لنستفق إذن!
من جهة أخرى فنحن نغفل عن أحد أهم قوانين التكنولوجيا و التي أسميها بانعكاس العلم. ما هو العلم ؟ العلم هو ما يلقنه الأب لابنه. ما هي التكنولوجيا ؟ التكنولوجيا هي ما يلقنه الابن لأبيه. لا أعرف اليوم راشدا من الجيل القديم، رجعي قليلا و متشبث بالعادات و التقاليد، لم يعلمه ابنه كيف يستعمل جهاز الفيديو. الشيء الذي يلغي مشكلة الاستيعاب. كيف لطفل في الحادية عشر من العمر أن يعلم راشدا من خريجي مدرسة بوليتكنيك طريقة عمل جهاز يعتبر معقداً ؟ لا بد لنا من استخلاص النتائج. التكنولوجيا ليست بالصعوبة التي نتصورها.
هذه الظاهرة تسمى باستدامة المرحلة اليرقية، إذا أردنا أن نستعمل مفاهيم التطور الدارويني. إنها من إبداع عالم بيولوجيا هولندي في أول القرن، حيث كان يقول بأن التطور ذاهب في منحى تشبيب الجنين. الإنسان لا يشبه الآن شيمبانزياً عجوزا، بقدر ما يشبه جنين شيمبانزي أكثر شباباً.
إرسال التعليق