ديمومة الظلامية – مارسيل كونش
ترجمة لنص معنون بديمومة الظلامية، للفيلسوف الفرنسي المعاصر مارسيل كونش
الخصوصيات في ظل العولمة هي في حالة دفاع، و هي تفسح المجال رويدا رويدا، للقواعد و القوانين التي تخص جميع البشر على نحو كوني. لم تعد هناك سوى الأديان تمنحُ امكانيةَ مقاومةٍ جادة لسلطة العقل، مستفيدة في هذا من ضعفٍ في هذا العقل نفسه. لأنه و اذا كان بامكان العقل أن يعرف بواسطة الفيزياء قوانين الظواهر، و يعرف بواسطة علم الفلك عالم الفضاء، و يعرف الأمراض بواسطة علم الطب و يعالجها، فهو يظل عاجزا أمام سؤال: ماذا بعد الموت ؟ فرصة تستغلها الأديان _بما هي نتاج لرغبة الإنسان في الخلود_ جيدا. ليتهافت الناس بذلك حول العقيدة. يتزوجون، ينجبون، و يريدون من أولادهم أن يكونوا نسخة طبق الأصل عنهم، و هكذا نحصل على دفعات جديدة من المسيحيين و المسلمين … فالأطفال عامة لا يتقبلون بسهولة حقيقة أن آباءهم عاشوا في الوهم، و أن التربية الدينية التي تلقونها كانت قائمة على أسس خاطئة.
و هكذا و بالرغم من كل الأنوار، تعمر الظلامية الدينية و تدوم…
________________________________________________
مرجع المقالة :
Marcel Conche. La liberté. Éditions les belles lettres. Collection 《Encre marine》. 2017. P. 33-34.
إرسال التعليق